إذن ما هي "شو- في" بالأساس؟ أو بكلمات أخرى: ما هي قصتنا؟

ترجمة التعبير "شو- في" من العربية للعبرية هي : ما يحدث هنا؟

يسرنا التعرف إليكم، حدفا لاهف:

لقد عملت سنوات في الإنتاج الفني. خريجة أكاديمية للفنون من بتسلال مع لقب B.F.A حيث تعلمت أن طموح الفن هو الوصول إلى المتحف، الأكثر فخامة، الأعلى مقاما.
استمرّيت بعد ذلك في التعلم، والتثقف، وبصفتي خريجة للتربية التجريبية في كلية دافيد يلين، حصلت على شهادة تدريسية وتعلمت أن الفن كامن في كل مكان وفي كل وسط. فحاولت أن أكتشف ذلك في أروقة المدرسة، وهذا يحدوني للاعتراف بأن ذلك كان من تحديا صعبا.
لذلك تابعت تعليمي، واتجهت إلى التعلم الذاتي، أصبحت مبادِرة، وتعلمت بقواي الذاتية ، تعلمت عن الإنشاء والابتكار، أنشأت روضة أطفال خاصة، طورت برامج إثراء للحلقات الدراسية، طورت وابتكرت ألعابا، اطّلعت وتعلمت كيفية "بناء اللعبة" ، وما الفرق بينها وبين ألعاب التعلم، وكيفية جعل التعلم لعِبا.
اكتسبت الكثير من الخبرة والمعرفة وأرشدت معلمين كيف يجعلون التعلم مسليا- وكان ذلك ممتعا. فمِن الممتع جداً اللعب طوال اليوم.
انضمت عائلتي أيضا للعملية التعليمية، وغادرنا المدينة (تل أبيب) وانتقلنا إلى برديس حنا. أما القرب من وادي عارة، حب الاستطلاع، بالإضافة إلى البعد الاجتماعي من القرى المجاورة، جعلني أعلم العبرية في مدارس عربية. من هناك بدأ كل شيء، وهنا في برديس حنا، وُلدت "شو- في".

لماذا؟ لماذا أنشأتُ "شو- في"؟

تخيلوا بأنك تعرفون أشخاصًا رائعين، راقي المستوى، ويقينكم تام بأن لديكم قواسم مشتركة، بودكم لو استطعتم أن تحدثوهم عنها، لكن العوائق، بكل بساطة، تتمثل في هذا التعبير "ليست لدينا لغة مشتركة"، لا مجازا، بل حرفيا... أنتم لا تتحدثون نفس اللغة!
عندما انتقلنا إلى برديس حنا، من جهة وادي عارة، قابلت أشخاصًا سررت بالتعرف إليهم، رائعين، ولكني لم أتمكن من إجراء محادثة مسهبة معهم لأنهم يتحدثون العربية وأنا أتحدث العبرية، ولا يعرف بعضنا لغة بعض كما ينبغي، زاد الإحباط ونما، مما حدا بنا للعمل قدُما.
كان يتوجب عليَّ أن أتعلم اللغة العربية وأن أكون قادرة على التواصل مع متحدثي اللغة العربية في إسرائيل. لكن ذلك لم يكن الحل. ربما كنت سأكتفي بذلك من ناحيتي
لكن الافتقار إلى لغة مشتركة شائع من حولي ويؤثر على العديد من مجالات حياتي وحياة أصدقائي الذين لا يتحدثون اللغة العبرية، لغةً وافية واثقة!
اعتقدت أن سكان هذا المكان يجب أن يكون لديهم لغة مشتركة. لغة حديث وتواصل مشتركة.
بدأت تدريس اللغة العبرية (المحكية) في المدارس. درست طلابَ الإعدادية في المدارس العربية، الذين يتعلمونها لمدة خمس أو ست سنوات ولا ينجحون في الحصول على القيام بمحادثة تعارف بسيطة.
لقد تعرفت على الفجوة بين ما يتعلمه الطلاب العرب في المدرسة من خلال دروس اللغة العبرية، وبين قدرتهم على فهم اللغة المحكية والتحدث بها.
لقد اطّلعت على الأسعار الباهظة التي يدفعها الفتيان والفتيات وكبار السن لعدم قدرتهم على التحدث بالعبرية.
فكرت في دولة ثنائية اللغة، ولكني بعد ذلك اطّلعت على البيانات المحزنة، وعلى عدد متعلمي العربية بين المتحدثين بالعبرية كلغة أم في إسرائيل، وأدركت أنه لا وقت لدي لمحاربة العمالقة. أنا ماضية في العمل، في مناطق يزدهر فيها الأمل أكثر، لتعليم العرب العبرية المحكية.
بدأت أحلم بمجتمع فيه لغة مشتركة، دون تقويض مقام اللغات الأخرى
هكذا ولدت "شو- في"، في البداية، أُجرِيَت دروسٌ وُجاهية في المدارس الابتدائية والإعدادية، في الحلقات الدراسية، والدورات العبرية المهنية ودورات تعزيز النساء.
لقد كان ما ينقصنا- وهو عدم وجود طريقة تشجع على حوار يشكل بيئة ناطقة بالعبرية، أو بعبارة أخرى، طريقة لتعلم العبرية بالعبرية- واضحا وضوح الشمس في رائعة النهار.
كان الافتقار إلى برنامج منتظم، يركز على اللغة المحكية، واضحًا لي من اللحظة الأولى.
وهكذا، على مدار ست سنوات، قمت بتطوير خطة تدريسية وأدوات فريدة من نوعها.
أولاً وقبل كل شيء، اكتسب طلابي الثقة بالنفس، كانوا محبين للاستطلاع جدا عني وعن ثقافتي، كانوا مستمتعين بالتعلم، قاموا بإثراء لغتهم وتخلصوا من التعبيرات المتأنقة التي اكتسبوها في المدرسة مثل القول ها أنا بدلاً من أنا ... في البداية كان ينتابهم بعض التوجس، ولكن عندما اطلعوا على لغتي وثقافتي، تضاءل الشك وتعاظمت الرغبة في الاقتراب والتعرّف أكثر.
أحبَّ الطلاب البرنامج الذي أخذ يتّسع. درّبت معلمين قاموا بالتدريس بالأسلوب المطلوب وشرعوا في التدريس في المدارس.
لقد توسّعنا، وبدأنا نحلم بالخطوة التالية، برغبتنا في الوصول إلى كل فتاة أو امرأة ومثل ذلك "بصيغة المذكر"، وأردنا منحهم أدوات للحياة اليومية. أدوات تمنحهم قصب السبق للنجاح في الحياة.

ثم وصلت الكورونا... لم نتمكن من مقابلة طلابنا، ولم نتمكن من اللعب معهم بألعاب التعلم الفريدة التي طورناها، ولم نتمكن من التحدث معهم، ولم نتمكن من لعب ألعاب المحاكاة والمسرح، وكنا قلقين كثيرا أن يستغرق هذا الأمر وقتا طويلا.
الأمر الذي أقوم به طوال حياتي هو أن أحلم وأحقق أحلامي. وقد كانت كورونا فرصة ذهبية بالنسبة لي لتجسيد حلمي واقعا.
هكذا وُلد موقع "شو- في"، وهو موقع تعليمي، لتطوير اللغة المحكية لجمهور متنوع في المجتمع المتحدث بالعربية في إسرائيل.
عملنا أيامًا وسهرنا لياليَ لتكييف مواد التعلم مع التعلم الرقمي وتطوير موادَّ تعليمية جديدة. سعينا للحصول من المواد التعليمية على أفضلها ومن الأدوات على أحدثها.

اتصل